|

الذكرى 90 لاستقلال العراق بقلم الأستاذ الدكتور عادل محمد العليّان

مقال للأستاذ الدكتور ( عادل محمد العليّان) رئيس قسم التاريخ في كلية التربية – بجامعة سامراء بذكرى
دخول العراق عضواً مؤسساً في عصبة اﻷمم في اليوم الثالث من تشرين الأول عام 1932م .


كثيرة هي الأيام والمناسبات التي شعر ويشعر بها العراقيون بالفخر والاعتزاز وتحديدا ابان مرحلة ما قبل الغزو والاحتلال اﻷمريكي البغيض للعراق (20/3 – 9/4/2003) .. ولعل ذكرى دخول العراق لمنظمة عصبة اﻷمم عام 1932 كان من بين احد المناسبات التي يتشرف بها كل عراقي أصيل وغيور .
ورغم ما نتج من تداعيات خطيرة على مستقبل العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي اعقبت نهاية الحرب العالمية اﻷولى 1918 وبداية مرحلة تشكيل نظام العراق السياسي الوطني بفضل تضحيات ابناء شعب العراق ودفاعهم عن قضيتهم القومية والعروبية اﻷصيلة ما تجسد بثورة 1920 الوطنية التحررية .. رغم كل هذه التضحيات كانت يد الاستعمار البريطاني -انذاك- مغلولة في مقدرات هذا البلد وتطلعات أبناء شعبه وسياسييه النجباء .. وحاولت بريطانيا مراراً وتكرارا وضع العصي في دواليب عجلة تقدم العراق ونهضته وبشتى الوسائل ما كان منها سياسيا واقتصاديا فضلا عن محاولات بث الفتنة بين صفوف أبناء الشعب الواحد .. ولكنهم فشلوا في تحقيق غايتهم الشريرة .. فدخلت الحركة الوطنية في العراق مرحلة نضالها المرير ﻷجل الاستقلال الناجز رغم بنود مجموعة من المعاهدات الظالمة التي فرضت على نظام العراق السياسي في حينه .. وتطلع سياسيو العراق اﻷفذاذ الى مستقبل مشرق .. وضحى البعض بحياته مقابل عزة هذا البلد وكرامته .. ومنهم عبد المحسن السعدون وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وغيرهم .. غير مبالين بمنصب أو كرسي حكم .. فغاياتهم كانت محدودة ومقتصرة على نهضة البلد وتخلصه من نير وتعجرف البريطانيين وحلفائهم في المنطقة والعالم .. ووصولا الى عام 1930 إذ عقدت معاهدة (الاستقلال) بين العراق وبريطانيا والتي ضمن العراق من خلالها دخوله عصبة اﻷمم عام 1932 .. فرغم بنودها الثقيلة والتي وصفت من بعض الوطنيين والسياسيين بأنها أشد وطأة على العراق من الانتداب ذاته .. وذهب البعض أبعد من ذلك عندما أشاروا الى افضلية الانتداب على عقد هذه المعاهدة .. وعلى أية حال فإن رجال العراق الوطنيون تجاوزوا كل مخاوفهم ومحنهم ووافقوا على المعاهدة لأجل ضمان استقلال العراق (مرحلياً) ريثما يتم طرد كل النفوذ البريطاني من ارض العراق ومقدراته .. وفي صباح يوم الثالث من تشرين اﻷول من سنة 1932 اعلن رسمياً قبول العراق عضواً مؤسساً وفاعلاً في عصبة اﻷمم .. ورغم كونه استقلالا شكليا بسبب هيمنة بريطانيا ووجود قاعدتين رئيسيتين عسكريتين في العراق ، الا ان مصير البلاد وتقدمه كان هو اﻷرجح بفضل رؤية حكيمة من لدن افضل سياسيين تعاقبوا على حكم البلاد إبان تلك المرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ البلاد .. في الجعبة الكثير الكثير .. ولكن ما أردنا ايصاله يتعلق بضرورة أن يكون العراق أولاً وأولاً ولاشيء غير العراق .. ولنرى محيطه الإقليمي والدولي مثالاً بسيطاً لوطنية شعوب وسياسيو تلك المناطق .. وأما اليوم ونحن نواجه أبشع التحديات والأطماع الفكرية والتوسعية مسنودةً بقوى الجهل والرذيلة والظلام ، علينا مواجهة كل ذلك بشجاعة العراقي الذي عهدناه في نفوسنا ونشأنا عليه ولن نحيد عنه ما حيينا .. وعشت يا بلدي .. عشت يا عراق مهما تكالبت عليك الأعداء .. وعشت يا علم العراق ترفرف بين أعلام اﻷمم دائماً وأبداً .


Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *