|

آلية الوصول من التاريخ الى فلسفة التاريخ الى استقراء المستقبل ندوة علمية نظمها قسم التاريخ

نظم قسم التاريخ في كلية التربية – بجامعة سامراء ندوة علمية بعنوان ( آلية الوصول من التاريخ الى فلسفة التاريخ الى استقراء المستقبل ) وذلك يوم الأحد الموافق 2023/3/12 .
وضح خلالها الأستاذ المساعد الدكتور رشيد احمد محمد أن الانتقال من دراسة التاريخ إلى دراسة فلسفة التاريخ يعني في الحقيقة الانتقال من دراسة الوقائع والظاهرات والتجارِب المادية الجزئية المحسوسة إلى دراسة الأصول والأسس والمبادئ العامة الكلية المعتدلة التي تتحكم بها وتسيطر عليها وتشتق منها بالاستقراء والتجريد.
وفلسفة التاريخ هي الانتقال من الجزئي إلى الكلي، ومن التجربة إلى العبرة، أي هي عملية استنتاج قوانين عامة ثابتة من أحداث وجزئياته التاريخ، هذه القوانين العامة إذا ما طبقت على أحداث التاريخ الماضية، فهذه القوانين ستفسر لنا كثيرًا من أحداث التاريخ وسبب انتصار من انتصر وخسارة من خسر، وإذا ما طبقت على أحداث الحاضر فإنها ستتحول إلى وسيلة تنبؤ بما سيحصل مستقبلاً.
يقول ليدل هارت في كتابه الإستراتيجية وتاريخها في العالم: “لقد تناولت في هذه الدراسة الـ 12 حرباً التي أثرت في سير التاريخ الأوروبي القديم بشكل حاسم. كما تناولت 18 حرباً رئيسية في التاريخ الحديث …وتشمل هذه الحروب الثلاثين 280 حملة عسكرية، تم في ستة منها فقط النصر الحاسم بتطبيق مخطط إستراتيجية الهجوم المباشر، ضد جيش العدو» ( ). أي إن هذه الملاحظة جعلته يدرس التاريخ أكثر ليصل إلى شيء به حكمة من التاريخ ثم قانون عام يمكن تطبيقه.
ويؤكد كذلك أن التاريخ قد أثبت أن القادة العظام يتركون الهجوم المباشر ويأخذون أسلوب الهجوم غير المباشر، مهما تكن المخاطرة. حتى لو اجتاز الجبال والمستنقعات والصحاري، واستخدم جزء من قواته، وعزل نفسه عن خطوط إمداداته إذا توجب ذلك. ويفضل مجابهة الظروف الطبيعية القاسية، متجنباً خطراً قد يكمن في الهجوم المباشر.
ولكن هذه الأحكام كما يضع ليدل هارت، قاعدة أساسية فيقول (أن الجنود يبدون مقاومة في حالة مفاجئتهم أقل من المقاومة التي وهم متيقظون، ويقاومون وهم متعبون وجياع أقل من مما يقاومون وهم مستريحون، ولا ينقصهم شيء)
حيث توصل هارت أن الطبيعة ومفاجئاتها أقل خطراً في تقلباتها من القتال ومفاجئاته، فالحواجز الطبيعية يمكن حسابها واجتيازها أسهل من تجاوز المقاومة البشرية وحساب حدودها، وذلك بالإعداد والتخطيط. من ذلك نصل الى ان من يتبع مبادئ معينة في الصراع سيكون النصر حليفة، اذ ما طبقنا هذه المبادئ على معارك التاريخ، وتفسير سبب انتصار من انتصر وخسارة من خسر. واذ ما طبقت على صراع الحاضر نتنبأ بالنتائج في المستقبل سلبا ام إيجابا. وهذا هو قراءة المستقبل.

Similar Posts